يستمر التصعيد العسكري في شمال سوريا، والانهيار الكبير لقوات النظام السوري أمام فصائل المعارضة في تصدر عناوين صحف إيران، الصادرة اليوم الأحد 1 ديسمبر (كانون الأول)، بعد أن وصل المسلحون إلى مشارف مدينة حماة وسط سوريا بعد تحرير مدينة حلب وريفها من قبضة النظام والميليشيات الإيرانية.
وانتهجت الصحف الإيرانية الخطاب الرسمي في التعامل مع هذا الملف؛ حيث وصفت المعارضة بأنها تنفذ أجندة أميركية وإسرائيلية، وأن النظام السوري يتعرض لـ "مؤامرة" بسبب وقوفه مع "المقاومة" ومساندته لها.
كما اتهمت بعض الصحف، مثل "خراسان" الأصولية، تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان وقالت إن تركيا أيضًا دخلت إلى هذه اللعبة المعقدة ضد سوريا، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "تحرير الشام.. لعبة نتنياهو وأردوغان الجديدة"، وادعت أن الفصائل المسلحة في هجومها الكبير على مواقع النظام استخدمت أسلحة ومعدات متطورة؛ ما يكشف عن تغيير في استراتيجية المواجهة ودعم خارجي محتمل.
كما نشرت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، مقالاً حول هذا الملف بعنوان: "بنيامين أردوغان ضد سوريا"، متهمة أردوغان بالتواطؤ مع نتنياهو لمحاربة بشار الأسد.
وادعت الصحيفة كذلك أن النظام السوري قد امتص صدمة الهجوم، وبدأ بإرسال المعدات العسكرية الضخمة لمواجهة هجوم المسلحين في الشمال السوري.
وعلى الصعيد الداخلي اهتمت الصحف الإيرانية، خصوصًا الإصلاحية منها، بقضية قانون " العفة والحجاب" المثير للجدل؛ حيث أظهرت التقارير محتوى هذا القانون الذي يفيد في المادة 50 منه بأن النساء اللاتي يكشفن حجابهن في الأماكن العامة، سواء في الفضاء الحقيقي أو الافتراضي، سيتم تغريمهن في المرة الأولى بنحو 5 ملايين تومان، وفي المرات اللاحقة قد تصل الغرامة إلى 165 مليون تومان (نحو 2324 دولارًا).
وكان قد تم سابقًا الإعلان عن أن هذا القانون سيتم تطبيقه في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في تغطية الصحف التالية:
"كيهان": على أطراف محور المقاومة مساعدة النظام السوري أمام ضغوط الجماعات المسلحة
دعت صحيفة "كيهان" المتشددة النظام الإيراني إلى تقديم الدعم والحماية الكافية لنظام بشار الأسد، لمنع سقوطه أمام الهجوم الواسع، الذي شنته المعارضة السورية، فجر الخميس الماضي، وأدى إلى سقوط العديد من المواقع والأهداف المهمة بيد فصائل المعارضة.
واتهمت الصحيفة تركيا بدعم ما تسميه "الجماعات الإرهابية" لتحقيق أهدافها المتمثلة بإسقاط النظام السوري، وهو هدف تتحد فيه تركيا مع إسرائيل بسبب موقف النظام السوري المساند لمحور المقاومة في فلسطين ولبنان، كما تزعم الصحيفة.
وعن ضرورة دعم ما يسمى "محور المقاومة للنظام السوري" قالت الصحيفة: "موقف أطراف محور المقاومة مما يجري في سوريا واضح وصريح، فالمقاومة ترى من واجبها مساعدة حليفها أمام الضغوط التي يتعرض لها، وهذا يعتبر إجراءً مشروعًا وعملاً مؤثرًا وغير عدائي، كما شهدنا ذلك في السنوات الماضية".
"جمله": لماذا بشار الأسد في خطر؟
ذكرت صحيفة "جمله" أن النظام السوري، بقيادة بشار الأسد، يواجه خطرًا غير مسبوق في الوقت الراهن؛ فمن جهة نجد أن حزب الله حليفه القوي عاجز عن الوقوف بوجه المعارضين السوريين، بسبب ما تعرض له في الحرب مع إسرائيل.
ومن جهة أخرى- تضيف الصحيفة- أن إيران أيضًا لم تعد في موقف يسمح لها بدعم بشار الأسد، كما حدث في السنوات الماضية.. لافتة إلى أن زيارة بشار الأسد إلى روسيا وطلب الدعم منها، وكذلك الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية السوري ونظيره السعودي يكشف أن النظام في سوريا بات يائسًا من دعم حقيقي من قِبل طهران أو حزب الله.
ورفضت الصحيفة ما يتردد عن وقوف إسرائيل أو أميركا وراء هذه الأحداث وقالت: "نعتقد أن إسرائيل أو أميركا لا تقف وراء ما يجري، لكن إسرائيل اليوم لم تعد كارهة لسقوط بشار الأسد، وذلك لأنها تعتقد أن الحكومة السورية القادمة بعد سقوط بشار الأسد، لن تكون في علاقات ودية مع إيران، ما يجعل وصول إيران إلى لبنان أمرًا صعبًا".
وذكرت الصحيفة أن سقوط بشار الأسد وربما قتله لم يعد مستبعدًا، ودعت النظام الإيراني إلى استخدام نفوذه ونشاطه الدبلوماسي مع روسيا والسعودية لمنع تقدم الفصائل المسلحة نحو دمشق.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن تسرع إيران في هذه الخطوات، وكتبت: "إذا لم يتم العمل اليوم فقد يكون متأخرًا جدًا غدًا، وفي لحظة ما قد نسمع دخول (تحرير الشام) إلى القصر الرئاسي في دمشق".
"ستاره صبح": إسقاط بشار الأسد يقطع طريق دعم إيران العسكري لحزب الله
قال الخبير في الشؤون السياسية والدولية، قاسم محب علي، لصحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية: "إن إضعاف أو إسقاط النظام السوري ورئيسه بشار الأسد سيصعّب المهمة على إيران في نقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى حزب الله في لبنان".
وذكر الكاتب أن التطورات الإقليمية تكشف أن هناك تفاهمًا دوليًا حدث بين العديد من الأطراف لإنهاء دور الجماعات المسلحة غير الحكومية، مشيرًا إلى موقف المرجع الديني الأعلى في العراق، علي السيستاني، الذي دعا إلى حصر السلاح بيد الحكومة العراقية؛ مما يُعتبر تأييدًا لهذا الاتفاق الدولي غير المعلن.
وتوقع الكاتب أن نشهد أحداثًا مشابهة لما جرى في سوريا داخل العراق من أجل تجريد الجماعات والميليشيات المسلحة من الأسلحة والعتاد العسكري.
"فرهيختكان": لم تحدث خيانة في صفوف الجيش السوري وتقدم السريع قوات المعارضة بسبب جهوزيتها الجيدة
أكدت صحيفة "فرهيختكان" أن سرعة تقدم المعارضة السورية والانهيارات الكبيرة في صفوف الجيش السوري دفع بالكثير من المحللين إلى الاعتقاد بأن هناك خيانة حدثت في صفوف الجيش السوري، أو أن صفقة تمت بين روسيا والغرب وتركيا للتخلص من النظام السوري.
ورفضت الصحيفة هذا الرأي، وقالت: "ليست هناك خيانة في صفوف الجيش السوري، الذي واجهت عناصره طرفًا متدربًا وصاحب خبرة في الحروب والصراعات العسكرية السابقة، ما جعل القيادة العسكرية للجيش السوري تأمر أفرادها بالانسحاب من مواقعها، بعد أن ثبت لها عدم إمكانية المواجهة، وذلك لتجنب سقوط القتلى في صفوف الجيش السوري.
وحذرت الصحيفة الإيرانية كذلك روسيا من تبعات التوصل لاتفاق مع الغرب وتركيا على حساب سوريا، وقالت: "لو قبلت روسيا بعقد صفقة مع الغرب وتركيا، واعترفت بالمواقع، التي سيطرت عليها المعارضة السورية، فإن تجربة الاتحاد السوفيتي قد تتكرر وتنهار روسيا، كما انهار الاتحاد السوفيتي بعد أن قبل التخلي عن أوروبا الشرقية تحت الضغوط الغربية".